vendredi 8 janvier 2016

الأسرة

 

 


الأُسْـرَةُ من أكثر الجماعات الإنسانية قِدَمًا وأكثرهاشيوعًا. فقد كانت الأسرة مُنذ عصور ما قبل التاريخ مُنظمة مهمة في المجتمع حيث ينشأ الناس داخلها. كما أنهم، بعد بلوغهم، يعملون على تأسيس أسرهم الخاصة. وبشكل عام، يعني مصطلح الأسرة جماعة من الأفراد المرتبطين بصلة قربى، سواء أعاشوا تحت سقف واحد أم لم يعيشوا. كما تشير كلمة الأسرة إلى أسلاف الشخص وأقاربه. تقوم الأسر على صلة القرابة ، أي أن أعضاء الأسرة ينتمون إلى الأسرة من خلال الزواج والولادة.
وعلى الرغم من ذلك، فإن بعض الجماعات التي لا تتأسس على صلة قرابة تعد نفسها أسرًا لاشتراكها في منزل واحد مثلاً، أو لوجود بعض الروابط الوجدانية بين أفراد الجماعة.كما أن الأطفال الربائب ووالديهم يعدون أنفسهم أسرة واحدة.
وتتكون الأسرة العادية في معظم المجتمعات الصناعية الغربية من أب وأم وطفل أو طفلين. وعلى الرغم من ذلك، فإن هناك أنماطًا أخرى عديدة من الأسر التي تتكون من والد وطفل أو من زوجين يعيشان معًا دون أطفال. وعندما ينجب الزوجان أطفالاً، فإن الزوجين وأطفالهما يكوّنون ما يطلق عليه الأسرة ـ النواة . وعندما يعيش الأولاد والبنات المتزوجون وذريتهم مع آبائهم، فإن الأسرة تسمى في هذه الحالة الأسرة الممتدة أو العائلة الموسعة. ويمكن أن تضم الأسرة الممتدة أيضًا الأعمام والأخوال والعمات والخالات وأبناء العمومة أو الخؤولة. ويشكل هؤلاء الأقارب، مع الأجداد والأحفاد، جزءًا من جماعة الأسرة الممتدة حتى وإن عاشوا في بيوت مستقلة. ولدى بعض الثقافات وحدة أسرية كبرى تسمى العشيرة . وتتكون العشيرة من كل الأفراد الذين ينحدرون من سلف مشترك عبر الأب أو الأم.
وتؤدي الأسرة العديد من الوظائف المهمة للمجتمع، لكن نوع الوظائف يختلف من جماعة إلى أخرى. والأسرة في معظم المجتمعات هي الوحدة الاجتماعية التي يُولد فيها الأطفال،كما أنها تقدم الحماية والتربية للأطفال. فالطفل يولد ضعيفًَا ويحتاج إلى الرعاية لفترات طويلة بعد الولادة. كما أن حياة الأسرة تساعد الأطفال على أن يتآلفوا مع ثقافة مجتمعهم.
وتُقدم الأسرة الدعم الاقتصادي لأعضائها، ويحصل البالغون عادة ًعلى دخل من الأعمال والاستثمارات والموارد العامة ومن مصادر أخرى. ويشترك الأعضاء الآخرون في الأسرة في إنفاق هذه النقود. وتعمل الأسرة في بعض الحالات جماعة من أجل كسب العيش، فكل أعضاء الأسرة يعملون معًا في الزراعة أو في أنشطة اقتصادية أخرى. ويمكن أن تكون الأسرة أيضًا وسيلة لحفظ الملكية، فيصبح الأطفال ورثة للأرض والثروات الأخرى التي يملكها الوالدان. وتتمثل إحدى الوظائف التي تقوم بها الأسرة، في بعض المجتمعات، في إشباع بعض الحاجات العاطفية والاجتماعية لأعضائها.وفي هذه الحالة، يتوقَّع من كل عضو من أعضاء الأسرة أن يقدم للأعضاء الآخرين المشاعر الوجدانية والدعم العاطفي والإحساس بالانتماء.

وتتناول هذه المقالة، من الناحية الأساسية، الأسر التي تشترك في وحدة معيشية واحدة، وتركز على الأسرة في المجتمعات الصناعية الغربية التي بُني اقتصادها على الرأسمالية.

العلاقات الأسرية

يرتبط الناس بعضهم ببعض عن طريق رابطة الدم (من خلال عملية الولادة) أو المصاهرة (عن طريق الزواج ) أو عن طريق التَّبنِّي. وتتكون وحدة الأسر ـ النواة غالبًا ـ من أم وأب وأطفالهما. وهناك أسر كثيرة تضم أعضاء عن طريق التبني أو الزواج. فعندما يتبنى زوجان طفلاً، فإن الطفل يصبح عضوًا في أسرتهما، ويحصل الطفل المتبنَّى في المجتمعات الغربية خصوصًا ـ على جميع الحقوق القانونية لعضو هذه الأسرة. وعندما يتزوج أرمل أو مطلق أو أرملة أو مطلقة مرة أخرى، فإن شريك الحياة الجديد (الزوج أو الزوجة) يصبح الرّاب أو الرّابة لأولاد الطرف الآخر، كما أن الأطفال يصبحون الرّبائب بالنسبة إلى الرّاب والرابة، والأخ أو الأخت من طرف الأب أو الأم فيما بينهم. أما الإخوة غير الأشقاء ، فينحدرون من أم واحدة فقط أو من أب واحد فقط.
ويُطلق على أمهات وآباء الوالدين لفظة الأجداد . أما آباء وأمهات هؤلاء الأجداد، فيسمَّون الأسلاف . أما العمة ، فهي أخت الأب، والخالة هي أخت الأم. والعم هو أخو الأب، والخال أخو الأم. وقد تنادى زوجة العم عمة وزوجة الخال خالة ، كما أن زوج العمة قد يقال له عم وزوج الخالة قد يقال له خال . ويُطلق لفظ ابن عم لَزَمْ أو بنت عم لَزَمْ أو ابن عمة لَزَمْ أو بنت عمة لَزَمْ أو ابن خال لَزَمْ أو بنت خال لَزَمْ أو ابن خالة لَزَمْ أو بنت خالة لَزَمْ على ابن أو ابنة العم أو العمة أو ابن الخال أو الخالة من ذوي علاقة العمومة أو الخؤولة المباشرة. أما أبناء هؤلاء، فإنهم أبناء عمومة وخؤولة من الدرجة الثانية. وأبناء أبنائهم أبناء عمومة وخؤولة من الدرجة الثالثة، وهكذا. ويُعد من يولد لابن العم من الدرجة الثانية ابن عم من الدرجة الثانية أيضًا.
وعندما يتزوج الناس، فإنهم يكوِّنون لأنفسهم أقارب جُدداً ىُطلق عليهم الأصهار (الأقارب بالمصاهرة) أي الذين لا يرتبطون بصلة الدم. ويطلق لفظ الحماة على أم الزوج (بالنسبة للزوجة) وعلى أم الزوجة (بالنسبة للزوج)، كما يطلق لفظ الحَمَو على والد الزوج أو إخوان الزوج (بالنسبة للزوجة) وعلى والد الزوجة (بالنسبة للزوج)، ويطلق لفظ النسيب على أقرباء الزوجة أو الزوج من الدرجة الأولى ولفظ الصهر على زوج الابنة، وهكذا.

وتحرِّم معظم المجتمعات، وبخاصة المجتمعات الإسلامية، الزواج بالمحارم سواء من النسب أو من الرضاع والمحارم بالمصاهرة. انظر: الزواج. وهناك بعض المجتمعات غير المسلمة تُوسع من هذا الحظر ليشمل أبناء العمومة والخؤولة من الدرجة الأولى.

الحياة الأسرية


يميل الناس في الكثير من المجتمعات الصناعية إلى الابتعاد عن الحياة الأسرية التقليدية، حيث تشهد هذه المجتمعات ظهور أدوار جديدة لأعضاء الأسرة وأنواع جديدة من أبناء الأُسَر. ونظرًا لما استجد على الحياة الاجتماعية عقب الثورة الصناعية في أوروبا ومرورًا بالطفرة التقنية الحالية، اضطرت الأسر الأوروبية ومن لفّ لِفَّها إلى اللجوء إلى تنظيم الأسرة بأن يحدّ الزوجان من حجم الأسرة، وأن ينجبا أطفالهما على فترات متباعدة. وقد يؤجل الكثير من الشباب الزواج، كما أن الكثير من الأزواج والزوجات قد يميلون إلى إنجاب عدد قليل من الأطفال.
ويزداد عدد النساء العاملات ازديادًا ملحوظًا في المجتمعات الصناعية. ففي الولايات المتحدة، على سبيل المثال، زادت نسبة النساء العاملات خارج الأسرة من 15% عام 1940م إلى 55% عام 1990م. وقد أدت هذه الزيادة إلى تغيرات عديدة في حياة الأسرة، و أسهمت في اقتراب الأسرة من نمط الأسرة القائمة على المساواة وألا يحاول أي من الزوجين أن يحتكر رئاسة الأسرة. وهذا ما أدى في الواقع إلى الطلاق بصورة متزايدة. فقد أوضحت الإحصاءات في الولايات المتحدة أن حوالي نصف الزيجات التي تمت خلال فترة السبعينيات قد انتهت بالطلاق. أما في المملكة المتحدة، فقد تضاعف معدل الطلاق ثلاث مرات في الفترة 1968 - 1987م. ولكن المطلِّقين غالبًا ما يعاودون الزواج. وتُوحي هذه الحقيقة بأن كثيرًا من المطلقين لم ينبذوا حياة الأسرة. وعلى العكس من ذلك، فإنهم يعتقدون أن بإمكانهم أن يجدوا السعادة في الارتباط من جديد.
حياة المنزل. يُعد المنزل مركزًا لأنشطة الأسرة. وتتمثل هذه الأنشطة في رعاية الأطفال وأداء بعض الألعاب ومشاهدة التلفاز وتنظيف المنزل واستقبال الأصدقاء. ويتعلم الأطفال في المنزل المهارات الاجتماعية الأساسية، مثل طريقة الكلام وأسلوب التعامل مع الآخرين. كما أنهم يتعلمون العادات الصحية المتعلقة بسلامتهم. وبالإضافة إلى ذلك، تُعَدُّ الوجبات الأسرية مصدرًا رئيسيًا للتغذية بالنسبة لأعضاء الأسرة.
وتتأثر الحياة المنزلية للأسرة بنوعية الأعضاء الذين يعيشون فيها والأدوار التي يقوم بها كل منهم، كما تتأثر أيضًا بالأقارب الذين يعيشون خارج منزل الأسرة. وتُساعد التقاليد والقوانين والعادات الاجتماعية على تحديد من يعيش في منزل الأسرة، كما تُحدد المكانة التي يتمتع بها كل عضو داخل الأسرة.
وتؤثر التقاليد التي تنبثق عن الخلفية الثقافية للأسرة تأثيرًا شديدًا في حياة الأسرة، فالأسر يمكن أن تختلف باختلاف ميراثها الثقافي. فعلى سبيل المثال، هناك بعض الذين لهم اتصال بسيط مع الأقارب خارج الأسرة النواة. لكن هناك آخرين عديدين، خصوصًا أولئك الذين ينتمون إلى مجموعات حضارية معينة مثل العرب والصينيين والهنود والأسبانيين، يشعرون بروابط قوية تجاه الأقارب وغالبًا مايزورونهم، فالعمات والخالات والأعمام والأخوال وأبناء العمومة والخؤولة، كل أولئك لهم أهمية ـ بحكم الدين أو التقاليد ـ في حياة هؤلاء الناس.
وتنظم قوانين الأحوال الشخصية الإسلامية، بطرق عديدة، الحقوق والمسؤوليات القانونية المترتبة على الزواج والعلاقة بين الأزواج والزوجات والآباء والأبناء، كما تمنع استغلال طرف لشريك حياته. وتنظم هذه التشريعات أيضًا الزواج والطلاق والتبني. ويمكن أن تؤثر الظروف الاجتماعية في حياة الأسرة بطرق عديدة. فعلى سبيل المثال، قد يتعرّض بعض الرجال من أعراق معينة في بعض البلدان لمظاهر تفرقة في مجال الحصول على الوظائف ذات الأجور المرتفعة. ويترتب على ذلك زيادة معدلات خروج زوجاتهم للعمل، وذلك من أجل دعم الأسرة ماديًا. ونتيجة لذلك، تكون لهن سلطة في شؤون الأسرة أقوى مما لأزواجهن. والأسرة التي تكون الأم مسيطرة فيها تسمى الأسرة الأمومية.
الأسرة النواة. تتكون الأسرة النواة من الزوج والزوجة وأطفالهما وهذا هو النمط السائد للأسر في كثير من البلدان الصناعية. وفي هذا النمط من الأسر يأمل الزوجان أن يشتركا في الصحبة والحب والعلاقة الزوجية، وبوصفهما والدين يلتزمان بحكم القانون بتغذية الأطفال وكسائهم وإيوائهم وتعليمهم.
ويعتمد الأطفال على آبائهم في الحصول على الحب وعلى الضرورات الأساسية للحياة، ويقدم الأطفال بدورهم دعمًا عاطفيًا للوالدين والإخوة والأخوات. وكلما كبر الأطفال كُلِّفوا ببعض الأعمال المنزلية، ويترك معظم الأبناء الكبار في آخر الأمر منزل والديهم.
ويلتزم الأب ـ تقليدًا ـ برعاية زوجته وأطفاله. ويتوقع من الأم أن تدير المنزل وأن ترعى الأطفال. ويحدث في كثير من الأسر أن يتخذ الأب منفردًا القرارات الرئيسية في الأسرة لكونه رب الأسرة.
ومع ذلك فإن كثيرًا من الأفراد في الغرب يبتعدون هذه الأيام عن الأدوار الأسرية التقليدية، ويتجهون نحو إيجاد علاقة متوازنة. وفي هذه الحالة يتخذ كل من الأب والأم مجتمعين قرارات الأسرة. وهما يحتفظان بالسلطة داخلها، ولكنهما يأخذان في حسبانهما آراء الأطفال. ويمكن للأطفال أن يُعبّروا عن آرائهم، وهم يتمتعون بحرية أكبر داخل الأسرة. ويعمل الأبوان في معظم هذه الأسر خارج المنزل، وتزداد مساعدة الأب في رعاية الأطفال. ولذلك نجد الأب والأطفال يشاركون في أعمال منزلية كانت تقوم بها الزوجة وحدها سابقًا؛ مثل غسل الملابس وتنظيف المنزل والطهي.
مشكلات الأسرة. لكل أسرة تقريبًا مشكلات تُعد من الأمور العادية التي تحدث من جراء العيش معًا، ويمكن حل كثير من هذه المشكلات في المنزل. ولكن هناك بعض المشكلات التي يصعب حلها. ويمكن أن ينتج عن المشكلات غير القابلة للحل تعاسة تؤدي في النهاية إلى انهيار الأسرة.
وتُعد قضية الطلاق من أخطر المشكلات التي يُمكن أن تواجهها الأسرة. فالطلاق يمكن أن يُؤثر على كل فرد في الأسرة تأثيرًا عميقّا. فالزوج والزوجة يجب أن يبنيا لنفسيهما حياة جديدة، وفي هذه الظروف يمكن أن ينشأ الأطفال في منزل بدون أب أو أم. وفي الغرب تُشكل الزوجات المطلقات وأطفالهن نسبة متزايدة من الفقراء. ولكن بعض الخبراء يعتقدون أن العيش مع واحد من الوالدين يمكن أن يكون بالنسبة للأطفال أفضل من عيشهم مع الوالدين في أسرة تعيسة.

ويحدث الطلاق لأسباب عديدة. وأحد الأسباب الرئيسية أن الزوج والزوجة يؤملان الكثير من الحياة الأسرية. فالكثير من الناس يأملون من الأسرة أن تكون مصدرًا للحب والإشباع الشخصي. ومع ذلك فإن أعضاء الأسرة يقضون الجانب الأعظم من وقتهم في العمل، والمدرسة، وأماكن أخرى خارج المنزل. وبذلك لا يتبقَّى لهم سوى القليل من الوقت للالتقاء سويًا لكي يعطي كل منهم للآخر عطاء عاطفيًا. كما تؤثر خبرات الأعضاء خارج المنزل على سلوكهم في الأسرة. فهم قد يشعرون دائمًا بأن حبهم لم يكن مثلما توقعوا أن يكون.
وتنشأ مشكلات أخرى من زواج المطلقين والمطلقات والأرامل مرة أخرى. فالزواج مرة أخرى يخلق الأسرة المختلطة التي تتكون من الزوج والزوجة وأطفال كل منهما. وتُصبح المشاجرات الدائرة بين الزوجين الجديدين حول الأطفال أحد مصادر الصراع، وهو ماقد يؤدي إلى طلاق جديد.
ومن الطبيعي أن يكون للأطفال مشاعر متناقضة بالنسبة للأسرة الجديدة. فهم يصبحون على يقين من أن آباءهم الحقيقيين سوف لا يلتقون مرة أخرى. أما الأطفال الذين يكون ارتباطهم بالوالد المطلق قويًا فيشعرون بالغيرة وبأنهم فقدوا استقرارهم، لأن شريك الحياة الجديدة يكون له حظوة خاصة عند والدهم. وقد يشعر الأطفال أيضًا بنوع من الحب والارتباط بأسرتهم الجديدة، ولكنهم قد يخافون أن ينتهي الزواج الجديد بالطلاق أو الموت. وبالإضافة إلى ذلك فإن الأطفال قد ينظرون إلى مشاعر الحب على أنها تكشف عن عدم ولاء للوالد الغائب.
وقد تبدو الحقوق والواجبات التي تربط الأطفال، من زوجة أخرى أو زوج آخر ،بشريك حياة والدهم، مختلفة عن الحقوق والواجبات بين الآباء الحقيقيين وأطفالهم، وقد يُدرك الآباء هذا الاختلاف، كما يبدو مثلاً في واجب الآباء نحو انضباط الأطفال، وبهذه الطريقة فإن الآباء الذين يتزوجون مرة أخرى وكذلك أطفالهم يواجهون دائمًا التحدي بأن يتعاملوا مع مظاهر كثيرة لا توجد في الأسرة.
معالجة مشكلات الأسرة. يمكن لأسر كثيرة في الغرب أن تحصل على مساعدة لحل مشكلاتها عن طريق استشارة مرشد أسري مدرَّب، أو خبير اجتماعي، أو عالم نفساني. ويستخدم كثير من هؤلاء المتخصصين أسلوبِا يُطلق عليه العلاج الأسري أو العائلي. فهم يلتقون مع الأسرة مجتمعة لمساعدة أفرادها في التغلب على مشكلاتهم سويًا. وتقدم بعض مؤسسات الرفاهية العامة إرشادًا ومساعدة اقتصادية، بينما تقدم منظمات أخرى إرشادًا نفسيًا لأعضاء الأسرة الذين يعانون من مشكلات خاصة. وهناك أيضًا جماعات تُساعد الأطفال الهاربين من الأسرة أو الأطفال والزوجات الذين يتعرضون للضرب.
ويميل الكثيرون إلى النظر للأسرة على أنها منفصلة عن المجتمع، فهم يعتقدون أن كل مشكلات الأسرة يُمكن حلها من خلال التعامل مع الأسرة فحسب، وبذلك يفشلون في إدراك أن الأسرة جزء من المجتمع وأن المجتمع يؤثر في حياة الأسرة. فمشكلات مثل الإدمان ورداءة المسكن والبطالة تؤثر بشكل مباشر على الحياة الأسرية.

يتبين من دراسات علماء الاجتماع، وبصورةٍ متزايدة، أن إدمان الكحوليات وسوء معاملة الأطفال، وهروب الأطفال من المنزل، والزيجات التعيسة، وغيرها من مشكلات الأسرة، ترتبط بمشكلات المجتمع. وهم يعتقدون أن مثل هذه المشكلات الأسرية يمكن التقليل منها بالتعامل مع الظروف الاجتماعية التي سببت تفاقمها. وعلى سبيل المثال فإن البرامج التي تعمل على إيجاد فرص عمل جديدة، وتحسين المسكن، أو القضاء على تسويق المخدرات، كل هذه البرامج تُساعد الأسرة. فمع وجود هذه البرامج لاتُصبح الأسرة مسؤولة وحدها عن التغلُّب على كل المشكلات التي تؤثر عليها.

Membres

Translate